نور الصداقة Admin
المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 01/11/2008 العمر : 32
| موضوع: بسمة رغم الجراح...... الخميس أبريل 23, 2009 4:33 am | |
| بسمة رغم الجراح .......
في أرضٍ تشبع ثراها بدماء أهلها،وما زالت تطلب المزيد، تعيش الطفلة الفلسطينية(فرح)مع أسرتها ،في منزل على شاطئ بحر غزة،كانت كانت فتاة ذات وجه جميل كالبدر ،وذات شعر ذهبي طويل وملمس ناعم . وعينان عسليتان جميلتان ، كانت تقف كل يوم عل شرفة منزلها لتشاهد البحر ذو اللون الأزرق البراق وتبقى إلى حين الغروب لتشاهد تلك اللوحة الفنية الرائعة . ولكن في يوم من الأيام وبينما كانت تقف على الشرفة تعكر صفاء البحر ، فإذا هي الزوار البحرية الإسرائيلية في المياه الإقليمية الفلسطينية . وتقوم بإطلاق النار على الصيادين الفلسطينيين ، فأصيب أخيها في يده وأبيها في قدمه ، ونقلا إلى المستشفى . دخلت فرح إلى المنزل عندما رأت سيارة الإسعاف وهي تبكي فسألتها أمها : ماذا جرى؟ لماذا أنت تبكي وترجفين ؟"أبي وأخي " وتتلعثم بكلماتها ، قالت أمها :ماذا حدث لهما ما الذي جرى تكلمي ؟قالت : قامت الزوارق بإطلاق النار عليهما ونقلا إلى المستشفى ، فسمعت أختاها "رغد وبيلسان"فأسرعا إلى حضن أمهما وأخذن بالبكاء وقفت الأم وأمسكت بيد بناتها وذهبن إلى مستشفى الشفاء ليرين والدهن وما حل به وبأخيهن ، فوجدنهم قد أصيبا بإصابات طفيفة . حضنت الأم ابنها وحمدت الله على انه بخير وأسرعت الفتيات إلى أبيهن ودموع الفرحة في أعينهن ليهنئنه على سلامته. وفي تلك الليلة التحليق الإسرائيلي كثيفا جدا ، وفي الصباح اخذ الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مقرات الشرطة الفلسطينية واستشهد في أول غارة 100 من أفراد الشرطة الفلسطينية عندما كانوا في حفل تخريج ليصبحوا ضباطا ليمارسوا عملهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي ،لكنهم تخرجوا إلى مكانٍ أفضلَ وأجمل ـتخرجوا إلى الجنة،واستمر الطيران الإسرائيلي بقصف مقرات الأمن حتى سوها جميعها بالأرض. أصبح القصف من منزل فرح وعائلتها،كانت كل يوم تنتظر الموت، وترى صديقاتها يجرحن ويستشهدن،وتبكي كل ليلة عليهن وعلى الأطفال الذين استشهدوا في القصف. وفي اليوم التالي قصفت مدرسة فرح عندما كانت هيَ وأختيها رغد وبيلسان في المدرسة،فأصبن بجراح طفيفة لأن الصاروخ سقط في ساحة المدرسة، واستشهدت صديقة فرح، ومع أن صديقتها استشهدت امامها كانت فرحة ولكنها كانت حزينة في الوقت نفسه ،لأن صديقتها سبقتها إلى الجنة، ،فأصيبت أختاها بصدمة نفسية جعلتهما يمتنعان عن الطعام والشراب. وكل يوم كانتا تستيقظان في الليل مرعوبتين من أصوات القصف ويهرعن إلى أمهن ويحتمين بحضنها وببكين ويصرخن لقد قتلتا لقد قتلنا ،كانت الأم تحكي لهن القصص لكي يتوقفن سبحان الله كانتا تهدئن وكان شيء لم يحدث ويبدأن بالضحك والعب بعد سماع القصص وبعد ذلك يستغرقن بالنوم والبسمة تعلو ثغرهن رغم ما أصابهن ورغم الم جراحهن. وبعد يومين من بدا القصف قصف منزل جدهن والد أمهن فاستشهد جدهن مع جدتهن وأخوالهن وخالاتهن وكل من كان بالبيت فحزنت العائلة حزنا شديدا وخاصة أم فرح ومع ذلك فالبسمة لم تفارق ثغرها رغم كل هذا الألم والحزن الذي عصف بقلبها فقد أصبحت أمهما بلا أهل أو أخوة. جلست العائلة مع بعضها في الغرفة وبدأ الحديث ، قالت فرح :" أبي كيف أتى اليهود على فلسطين ؟" قال والدها :" يا بنيتي منذ زمن ليس ببعيد قدم الانجليز إلى بلادنا واحتلوها وفرضوا الانتداب السامي عليها ." سألت فرح : "ما هو الانتداب يا أبي؟" فأجابها بكلمات بسيطة تحمل معاني كبيرة "أن يتحكموا بجميع شؤون الدولة السياسية والاقتصادية والداخلية والخارجية." ،تكلمت فرح بكلمات بريئة صنعت سؤالاً صعباً جداً لم تكن تعرف المعنى الكبير الذي يعنيه هذا السؤال لكنها سألته ببراءة الأطفال ، قالت : " ولماذا لم يتحرك العرب؟" أجابها وهو يتلعثم"لقد كان العرب وما زالوا جبناء ،كانوا خائفين " قالت فرح :"يا الله كل الدول العربية تخاف من دولة واحدة !" لم يعلق أباها بكلمة واحدة وخيم الصمت على الجلسة قالت فرح :"لو أن الدول العربية اجتمعت مع بعضها كدولة واحدة لأصبحت أقوى من بريطانيا وهزمتها". وبينما هم جالسون يتناقلون الحديث فيما بينهم إذا بالظلام يخيم على المكان ما هذا ؟ لقد قصفت الطائرات البيت .نعم لقد قصف بيت فرح لم ترى فرح سوى ظلام يحيط بها نادت ، صرخت: أبي ، أمي ،رغد،بيلسان أتسمعونني؟؟؟؟ لم يجبها أحد عندها أيقنت أنهم قد استشهدوا ،وأجهشت بالبكاء وبعد مدة وصلت سيارات الإسعاف وبدا الناس برفع الأنقاض عن عائلة فرح .وجد المسعفون فرح لقد كانت على قيد الحياة سألوها ما إذا كان هناك أحد بالبيت غيرها ،أخبرتهم أن أهلها جميعهم كانوا بالبيت . نقلت الإسعافات فرح إلى المستشفى ،وبدا إخراج جثث العائلة من تحت الأنقاض ،نعم استشهد كل من كان بالبيت غير فرح ودعت فرح أهلها وهي تأمل أن تراهم مرة أخرى لكن كيف ؟ كيف لهم أن يعودوا يال الفاجعة التي أصابت فرح لم يبقى لها أم أو أب أو أخت أو أخ. عاشت فرح كانت بدون أهل لكن البسمة لم تفارق وجهها المليء بالبراءة والطفولة برغم كل الجراح ظلت مبتسمة لتقهر طائرات العدو
هذا هو حال أطفال فلسطين لم يعرفوا الأمن ساعة واحدة ،فقد كانوا وما زالوا إما شهداءً أو جرحى أو أسرى أو يتامى ..................وتبقى القصة مستمرة........................... | |
|